قصة حب \ أنيس منصور- הסיפור המלא

خَلَسَ فَرِيد وَسَلْوَى يَشْرَبانِ القَهْوة في مَقْهى الْجَامِعة. شَرِبا القَهْوة ولَمْ يَقُولَا شَيْئًا، وبعد فَتْرَة طَوِيلة قال

فَريد: قَدْ أَدهَشَنِي ما شَمِعْتُ من أَبِيكِ أمس

سَلْوى: أنْتَ تَعْلَمُ أنَّ لِي رًأْيًا آخَر, لَكِنَّ حُرِّيَّة التًّصَرُّف لَيْسَتْ من حُقُوق الفَتَاة في بِلادِنا.

فَرِيد: إنِّي أَعْلَمُ أنَّ لِلْفَتَاة حقّ التصرُّف فِي أُمُور حَياتِهَا. إنَّنَا في القَرْن العِشْرِينَ ! ولَِمَنْ تَكُونُ حُرِّيَّة التًّصَرُّف إذَا لَمْ تَكُنْ لِلْمُتَعَلِّمَات مِنْ بنات العائِلات الغَنِيَّة ؟

سَلْوى: أنْتَ على حَقْ لكِنْ …

فَريد: لكِنَّنِي فَقِير، وعائِلَتِي غَيْر مَعْروفة، وأبِي لَيْسَ عُضْوًا في البَرْلَمان ! لَقَدْ أَصْبَحَ الزَّوَاج في هذه الأيَّام تِجَارة !

سَلْوى: لا أُرِيدُ أنْ يُغْضِبَكَ كَلام أبِي بِهذا الشَّكْل

فَريد: قَدْ يَكُون هُناكَ رَجُل آحَر يَرْغَبُ في أنْ يَتَزَوَّجَكِ ، وقد يُفْضِّلُهُ أبوكِ عَلَيَّ.

سَلْوى: لَسْتَ على حَقّ في ذلِكَ. أَرْجُو ، يا فريد ، أنْ تَفْهَمَ مَوْقِف أبِي وأنْ تَفْهَمَ مَوْقِفي أنا أيْضََا. أُحِبُّكَ, لَكِنَّ الْحَيَاة لا تَسِيرُ دَاهِمََا في الطَّرِيق الّتِي نُرِيدُهَا.

فَريد: فَهِمْتُ. أنْتِ تَعْرِفِينَ أنِّي مُسَافِر إلا فَرَنْسا في بَعْثة دِراسِيَّة في نِهَاية هذه السنة. كُنْتُ أَرْجُو أنْ نُسَافِرَ مَعََا ولكِنِّي أَرَى اﻵن أنَّ لِكُلّ مِنَّا طَرِيقًا وأنَّ الطريقَيْنِ لَنْ تَلْتَقِيَا.

مَضَتْ أَرْبَع شَنَوات كان فريد جِلَالَها يَدْرُسُ العُلُوم السِياسيَّة في بَاريس. كانَتِ الطَّرِيق صَعْبَة، ومع ذلِكَ فَقَدْ حَصَلَ على الدُّكْتُورَاة بِامْتِيَاز. عَادَ فريد إلى بِلادِهِ وَأَخَذَ يَعْمَلُ في مَكْتَب رئيس الوُزَراء حتَّى أَصْبَحَ مُدِيرًا لِلْمَكْتب.

وَبَذَلَ جُهُودًا عَظِيمَةً في جِدْمة بِلادِهِ. فاحْتَرَمَهُ الناس ورَافَقَهُ الكَثِيرونَ من كِبار رِجَال الدَّوْلة. وفي يَوْم الانْتِخَابات انْتَخَبَهُ الشَّعْب عُضْوًا في البَرْلَمان.

وفي إِحْدَى الْحَفَلات لأعْضَاء البَرْلَمان الْتَقَى فريد وسلوى. كانَتْ هي في الْحَفْلَة لأنَّ أبَاهَا كان أحد الْمَدْعُوّينَ. أمَّا هو فَقَدْ كان ضَيْفَ الشَّرَف.

قالَتْ له: أَخْبَرْتَنِي فَبْلَ سَفَرِكَ إلى فَرَنْسا أنَّ طَرِيقَيْنَا لَنْ تَلْتَقِيَا ، لكِنَّك أَخْطَأْتَ!

فريد: ما أَخْطَأْتُ، فالْمَسَافه بَيْنَنا بَعِيدة كلّ البُعْد. لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنِّي إلاّ وَضْعِي الاجْتِمَاعِيّ. هل تَزَوَّجْتِ؟

سلوى: لا. فإنَّ لِبَعْضِ النَّاس قُلُوبًا تُحِبّ مَرَّة واحِدة فَقَطْ. وأنْتَ، هَلْ تَزَوَّجْتَ؟

فَنَظَرَ إليْهَا طويلًا قَبْل أنْ قال ْ لا، ولكِنَّنِي سَأَتَزَوَّجُ قَرِيبًا.

قالتْ: لَعَلَّهَا ابْنَة صَدِيق لكَ من اعْضاء البَرْلَمان !

قال: إنَّهَا طالبة في الجَامِعَة الأمْرِيكيَّة ، وأُحِبُّ أنْ تَعْلَمِي أنَّهَا من عائلة فَقِيرة.